كتب – أمير ماجد لا يمت التطرف والمتطرفون لـالإسلام بصلة واذا ما القينا نظرة الى صفحات تاريخ العالم فنرى جذور التطرف وألوان منه في باقي الأديان السمائية منها المسيحية واليهودية و.. فإن التطرف هو عبارة عن استغلال الدين من قبل حفنة من القتلة والدجالين وتحويلها الى أدات ووسيلة رابحة للتكاثر في الحياة الدنيا. انظروا إلى هذا الأنموذج الديني الذي جاء به الخميني إلى إيران، «الجمهورية الإسلامية» الوليدة من «الثورة الإسلامية» الوليدة من عقلية خميني المريضة «ولاية الفقيه» والدين والإسلام والشيعة منه ومن حكمه براء. يا ترى أية أراذل دنيئة هؤلاء أشباه الرجال المتاجرين بالعمامة! يأكلون خبز«الاجتهاد» و«التشيع» منذ ما يقارب اربعة عقود، لكنهم يتجاهلون ديناميكية الأحكام المتشابهة وخاصة فيما يتعلق بقانون الجزاء والجزائيات ويقومون ببتر الأيدي وقلع العيون في عصر الاتصالات والتواصل ويرجمون الاعراض ويسفكون الدماء وكلها تحت اسم الإسلام والقرآن والنبي والأئمة وأهل البيت! غريب هذه الدنيا ! حفنة من ذوي العمائم يركبون آخر وأحدث السيارات الألمانية ويمتلكون أحدث وأعظم المنازل في أرقى وأجمل أماكن البلاد واحيانا دول العام لكن فيما يتعلق بالقضاء والعدالة يستندون الى الأحكام التي نزلت على الرسول قبل 1400 عاما لمجتمع إنساني بدوي كان في أول أيام نموه! يشترون آخر أنواع الحواسب والهواتف المهمولة لأنفسهم ثم يريدون من العائلة المتهم أن يأتي بفدية قدرها 100 ناقة أو 20 نخلة أو … يستفيدون من آخر المعلومات العلمية والتجارب الإنسانية لكن يحرمون المتهم من لقاء المحامي وعقد جلسة المحاكمة يتمتعون بأحدث وأرقى التكنولوجيات في الحياة اليومية لكن في القضاء يظلوا يجلدون المواطن ويقلعون الأظافر والعيون ويعدمون في الشوارع والأزقة ويستفيدون من أحدث الرافعات للأثقال لإجراء احكامهم العائدة الى عصور الظلام والجاهلية والإقطاعية و.. نعم ما تم الإشارة إليه كان ويظل الحكم الأنموذجي للتطرف والمتطرفين، حكم مجموعة من هؤلاء راكبي العمائم الدجالين الذين نبتوا بين ليلة وضحاها عشية الثورة ضد الملكية واستطاعوا استغلال الفرصة السانحة لهم _لأن أصحاب الثورة الحقيقيين كانوا في السجون_ وسرقوها ثم حولوها الى مقبرة لدفن طموحات الشعوب الإيرانية الثائرة. ومنذ أن وصلوا إلى سدة الحكم في إيران بدأت قصتنا المريرة، قصة التطرف المقيت الذي أفسد المنطقة وجعلت منها جحيما للأمة والمسلمين. لا شك أن الأحداث الكبيرة والهزات العظيمة التي شهدها القرن العشرون ساهم بمعنى الكلمة في تكوين التطرف ونموه وتطوره ولم تكن هي بلا تأثير في المعضلة والظاهرة الكريهة التي أخذت تتوسع كغدة سرطانية هنا وهناك من العراق وسوريا واليمن ولبنان والسومالي ومصر و… إلى باريس ولندن وألمانيا وبلجيكا وأمريكا واستراليا، غير أن أيا منها لم يكن له دور حاسم يحاذي وصول حفنة من أصحاب العمائم المتاجرين بالإسلام والشيعة إلى سدة الحكم في إيران. خاصة وان نظامهم، وللمرة الأولى قدم نموذجا لسلطة تامة للجماعات المتطرفة على ظهر الأرض. وسرعان ما تحول هذا الأنموذج الكريه إلى مصدر للإرهاب ومفتعل للحروب في المنطقة ثم المصرف المركزي لتوليد وتمويل الدواعش من حزب الشيطان اللبناني إلى الحشد الإيراني في العراق والى ألوان من العصائب والكتائب تصول وتجول هنا وهناك تحت ظل عمامة إيران وفي الدفاع عن معسكر خامنئي – بوتين المنهار في سائر دول المنطقة. في البداية وبعد أن استأثروا بالسلطة المسروقة في الثورة ضد الملكية، رفعوا شعارات الموت لأمريكا وللشيطان الأكبر و… وأوهموا بأن هناك حربا أصيلا دائرا بين العالم الإسلامي والعالم الغربي والكافر .. وكانوا يقولون بأن هذه المواجهة والمجابهة هي مواجهة الإسلام أمام المسيحية واليهودية. واستمروا على هذا الشعارات الكاذبة وبينما كانوا يرفعون الموت لأمريكا في الصلوات الجامعة كانوا يوقعون صفقات شراء الأسلحة مع العدو الصهيوني والشيطان الأكبر ليستفيدوا منها في قصف الأمة الجارة. لكن سرعان ما تتوضح الحقيقة لمن كان يقظا بان جوهر الصراع لم يكن بين الإسلام والمسيحية و لا بين الشرق والغرب و لا بين الشيعة والسنة بل كان الصراع وسيظل بين الحرية والانعتاق والمساواة من جهة والعبودية والاستبداد ومعاداة المرأة من جهة أخرى. فالتطرف هو عبارة عن عقلية دنيئة بترى لم ولن تجد بيئة للحياة والنمو الا في القتل والدمار وتصدير الأزمة والتعكير وإثارة الفتنة والطائفيه والحروب والهروب إلى الأمام. لأنها لا تنسجم مع المعايير والموازين والقياسات الإنسانية الراقية الناتجة عن الحياة الإنساني في عصر الاتصالات والتواصل. لا تتحمل حقوق الإنسان ولا القانون ولا أي شيء حديث آخر . بل يستخدم الأحدث للتخريب والإفساد ولتمرير نواياه الخبيثة. ويتميز التطرف خاصة هذا النوع من التطرف تحت اسم الاسلام بمعاداته للمرأة ويظل يصب حقده وعنفه عليها أكثر من غيرها في جميع مناحي الحياة والمجتمع. وفي المنطق، لربما يعود السبب الى أن المساواة بين المرأة والرجل أصبح الضمان الحقيقي لحياة أي حركة تحررية أصيلة في يومنا هذا باعتبارها الحجر الأساس والأهم في بناء الحرية والمجتمع الإنساني بكل ما تحمل الكلمة من معنى. والآن في عصر الاتصال والتواصل وفي العالم الذي لا يتوقف ثانية من التقدم والرقي نحو التكامل والأفضل، يقال بصريح العبارة بأن حقوق الإنسان = حقوق المرأة بل واصبحت حقوق المرأة ومراعاتها معيارا حقيقيا لتقدير وتوزين الديمقراطيات الموجودة بشتى ألوانها. فتجربة إيران المريرة في عام 1979 وكذلك التجارب التي مرّت بسائر بلدان المنطقة قد أثبتت بأن التطرف الديني يواجه موجة عظيمة من حركات التحرر وجعل معاداة المرأة محورًا مركزيًا له ليقمع ويرعب المجتمع برمته من خلال ممارسته القمع والتنكيل ضد المرأة. لذلك فإن مواجهة التطرف تتطلب حلاً شاملاً وثقافيا بامتياز. لكون التطرف جعل من الإسلام وسيلة وسلاحاً يستخدمه للهجوم، إذن فإن الردّ أيضاً يكمن في ضد التطرف الذي هو الإسلام الديمقراطي والمتسامح باعتبارها النقيض الثقافي له وهما نقضيان بعضهما البعض فاحدهما هو العقيدة الاستبدادية يرى الحكم بأنه حصة الفقيه والآخر دين الحرية الذي يرى الحكم أهم حق للشعب. الأول يدافع عن التمييز الديني والآخر إسلام مدافع عن الحقوق المتكافئة لجميع أتباع الأديان بشتى ألوانها. الأول هو الاحتكار في السلطة والتزمّت والآخر إسلام متسامح يحترم العقائد الأخرى ويروّج الديانات الأخرى. الأول دين مفروض بالقوّة، والآخر إسلام يرفض أي نوع من الإكراه والفرض. الأول نحلة مبتنية على سبي المرأة ومقارعتها والآخر إسلام يعتقد بالتخلص والمساواة للمرأة. الأول يهمش المرأة ويعتبرها عامل الفساد والآخر يؤمن بها وقوة إرادتها ويعتبرها المفتاح للنمو والتقدم في المجتمع ويسمح لها بالجلوس في مقاعد القيادي وفي كل مناحي الحياة الإنسانية. واليوم وبفضل حكم الملالي الأنموذجي في إيران، أصبحت الحياة في أرجاء الشرق الاوسط محفوفة بانعدام الأمن والقمع والتشرد والقتل والأسر. كما وان التطرف الديني بات يهدد أبعد من الشرق الأوسط ، جميع المجتمعات في أوروبا وسائر أرجاء العالم. وليس مما يشك فيه أن الحل الحل يكمن في عنصر التحدي للتطرف الإسلامي والذي هو قوة المرأة وإرادتها ودخولها في ساحات النضال والمواجهة مما جعل التطرف والمتطرفين يلفظوا أنفساهم الأخيرة في معقلهم الأساس والأهم إيراننا الأسيرة.